الأسرى
في معتقلات المحور
كان
على جيوش الحلفاء أن تواجه أمرا رهيبا يتمثل في معسكرات النفي والاعتقال ، لقد كان النازيون يبيدون الأحياء ويتم تشريحهم في معسكرات بوشنفالد،موتهاوزن،برغت،بلسن،أوشفيتز
استمر
تقدم الحلفاء فاكتشفوا من الفواجع والمفاجآت ما لم يكن يتصوره أحد من الناس . المفاجأة الكبرى ليست تلك الثروة الخيالية من السبائك الذهبية والنقود الأجنبية المختلفة التي قدر ثمنها بما لايقل محن 250 مليار دولار والتي دفنت في منجم من الملح على عمق 400 متر، ولكن المفاجأة الفاجعة كانت في معسكرات الاعتقال التي افتن المراسلون الحربيون والمصورون في إعطاء صورة عنها هى أقل كثيرًا من الأمر الواقع .
فقد
أقام النازيون معسكرات الأعتقال في ألمانيا، وعندما احتلوا النمسا وجدوا أنه لابد من إقامة معسكرات فيها لأن شحن الأسرى إلى ألمانيا مكلف. فتم إنشاء معسكر ماثاوسين حيث تم اعدام أكثر من 35 ألف أسير خلال فترة ست سنوات ونصف قبل نهاية الحرب.من
هذه المعسكرات الرهيبة معسكر "برجن بلسن " . ستون ألفًا من الرجال والنساء والأطفال كان الموت يغزوهم من كل جانب . والمصيبة أن هذا الموت لم يكن يأتيهم مرة واحدة بل يقترب منهم ببطء شديد ، تسبقه عمليات إذلال رهيبة للكرامة الإنسانية . الجوع ، والحرمان من الماء، ,التجارب الطبية . والإهانة ، وهي كلها تترك آثارها في معالم الوجوه ، في العيون الغائرة ، والأطراف الهزيلة ، واليأس القاتل الرهيب، والنظرات الزائغة . وأخيرا في الأفران التي تلتهم أجساد الضحايا بالمئات والألوف .وقد
وجد الحلفاء في تقرير وضع عن أعمال حاكم المعسكر خلال الشهر الأخير الذي سبق وصولهم إلى المعسكر، إشارة إلى أن عدد الضحايا الذين التهمتهم أفران المعسكر بلغ 17 ألفًا . وإذا كانت ألوف من جثث الأموات والمحتضرين كانت تملأ ساحات هذا المعسكر عند وصول الحلفاء فلأن ندرة الوقود قد حالت دون إحراق البقية الباقية.وتجاهلت
السلطات العسكرية الألمانية حقوق الأسرى في كل مكان بسط رجال المخابرات (أس أس) فيه سلطتهم. فطبق أسلوب إعدام 50مدنياً روسياً مقابل كل جندي ألماني يقتل.ومن
المؤكد أن الرايخ الثالث قد احترم حقوق أسرى الحرب نوعاً ما بالنسبة للجنود الغربيين مع بعض الاستثناءات، نظراً لازدواجية القيادة بين الجيش وقوات الحرس الخاص (اس اس)، وكذلك بسبب تهديد الحلفاء بتنفيذ اجراءات مشابهة في معسكرات الأسرى الألمان، لكن الأمر لم يكن كذلك مع اليابانيين الذين لم يعترفوا أصلاً بحقوق الأسرى.والواقع
أنه ليس في وسع الإنسان أن يتصور السقوط الفاجع الذي سجلته ألمانيا النازية ، والجرائم العجيبة التي قامت بها ما لم يشهد هو شخصيًا معالم هذه الجرائم وميادينها في المعسكرات المنتشرة في طول البلاد وعرضها.
لقد
تصرف الألمان مع أسرى الحرب بشكل نظامي حسب اتفاقات جنيف مع بداية الحرب، لكن هذا الوضع تغير خاصة منذ بدء العدوان ضد الاتحاد السوفيتي، ومارست القوات الألمانية مختلف الفظائع كالمذابح المنظمة ضد المفوضين السياسيين السوفيت ومعاملة أسرى الحرب الروس بشكل لا إنساني، واستعباد السكان المدنيين في المناطق المحتلة واعتبارهم بشراً من الدرجة الثانية وتهجير المواطنين على نطاق واسع واعدام الرهائن.وبعد
نهاية الحرب تم محاكمة أربعة وسبعين جندياً من الحرس الخاص (اس-اس) بتهمة الاشتراك في مذبحة الأسرى الأمريكيين حيث قتلوا 86 أسيراً أمريكيا في مدينة ماليميدي الألمانية يوم 17ديسمبر 1944 ، وحكم على أربعة وثلاثين منهم بالإعدام، لكن تم إيقاف تنفيذ الحكم بعد استئنافات قانونية وأطلق سراح قائدهم المقدم بيبر عام 1957. وفي عام 1976 مات بيبر محترقاً في ظروف غامضة. هذه المذبحة كانت من الأسباب الرئيسية في قيام محاكمات نورمبيرغ بعد نهاية الحرب.الصفحة الرئيسية