النساء في الحرب

 

عندما بدأت الحرب زاد الطلب على العمالة ، وسرعان ما تم توظيف جميع الرجال القادرين على العمل في الحرب ، ولم يبق بديل سوى توظيف المرأة ، وحاول أصحاب المصانع تشغيل النساء في أعمال قريبة من الأعمال المنزلية ، فلم يكن الفرق بين الخياطة واللحام بذلك الفرق الكبير.

بعد ستة أشهر من واقعة بيرل هاربر تم توظيف 80 ألف امرأة من أصل 750 ألف امرأة تقدمن للحصول على وظائف .

 

لقد كان النساء هم الجيش الخفي للصناعات الحربية في أمريكا، فقد كان هناك ما يقارب مليون امرأة عاملة نصفهم على الأقل متزوجات، فكن يسقن الباصات ويطلين السفن ويعملن على المخارط.

تقول سارة كيلنجسوارث العاملة في مصانع دوغلاس للطائرات في لوس أنجلوس بأن معظم رفيقاتها في العمل لم يكن لديهن اهتمام بالحرب بل كان معظم اهتمامهن منصب على المال.

 

لقد أظهرت الإحصاءات أن ثلث العاملين في مصانع الطائرات كن من النساء و أن 10 بالمائة من عمال الموانئ كن من النساء كذلك ، لقد تزايد عدد النساء العاملات خلال فترة الحرب حتى قالت إحداهن : (بدأ الرجال الحرب ، لكن النساء هن اللاتي يجعلنا تستمر ).

لكن الأجور لم تكن عادلة، فقد كانت المرأة تحصل على 60 مما يحصل عليه الرجل، مع أن الحكومة قد أمرت بأن تعطى رواتب مكافئة للرجل.

وتطوعت أكثر من 200 ألف امرأة في الجيش، فكانت لهن وحدات خاصة، وكانت مهمتها الأساسية إطعام المقاتلين، ولم يكن يسمح لهن باستخدام الأسلحة أو القتال. بل حتى قرب نهاية الحرب لم يكن يسمح لهن بالتنقل والسفر. وحتى المشاركات في القوات الجوية كن يقمن فقط بنقل الطائرات من مصانعها إلى قواعدها .

لكن العديد من النساء كان عليهن واجب تجاه بيوتهن، لقد تزايد عدد العائلات اللاتي تدبر شئونها امرأة من 770 ألف عائلة إلى قرابة ثلاثة ملايين عائلة، وكانت موجة الزواج قد زادت بشكل رهيب بعد ضرب بيرل هاربر حتى أن بيع خواتم الزواج قد زاد بنسبة 300 بالمائة .

 

بالنسبة لهؤلاء النسوة كان العمل الحربي بالغ الصعوبة، لقد كن يعملن من ثمان إلى عشر ساعات في المصانع ثم يتم نقلهن ليقفن في طوابير طويلة للحصول على الطعام، وفي المنزل كان هناك القليل من الأدوات الكهربائية المساعدة لإطعام الأطفال الجياع .

لقد أعطت الحرب للمرأة فرصة الخروج من المنزل، لكن ما أن انتهت الحرب حتى انقلب الوضع. فقد أظهر استطلاع أن 85بالمئة من العاملات في مصانع السيارات يرغبن في البقاء في أعمالهن إلا أن الحكومة والمصانع قامت بتسريح النساء من أعمالهن بعد عودة الرجال من الحرب.

كان القانون السائد بعد نهاية الحرب أن آخر امرأة تم توظيفها هي أول امرأة يتم فصلها من العمل، فكان الحصيلة أكثر من مليون وثلث المليون امرأة تم طردهن من أعمالهن في النصف الثاني من عام 1945.وانخفضت في العام نفسه نسبة مشاركة المرأة في القوة العاملة الأمريكية من 36 بالمائة إلى 29 بالمائة.

وفي مصانع الطائرات في لوس أنجلوس انخفضت نسبة العاملات من 40 بالمائة إلى أقل من 18 بالمائة بحلول عام 1946، ثم إلى 12 بالمائة في عام 1948، ومعظمهن كن يعملن في وظائف نسائية ذات أجور متدنية.

لكن حسب الإحصاءات فإن قرابة ثلثي النساء اللاتي التحقن بأعمال خلال فترة الحرب بقين في أعمالهن، وزاد عدد النساء اللاتي يعملن بقرابة أربعة ملايين ونصف عما كان قبل الحرب.

 

معلومات سريعة :

*حنا رايتش (1912-1979) هي المرأة الوحيدة التي حصلت على الصليب الحديدي في الحرب العالمية الثانية، وذلك لأنها قادت قنبلة V1 معدلة بحيث يمكن أن يركبها طيار، وكذلك المقاتلة الصاروخية مسر شميت 163.

     

  1. أكثر من ألف امرأة خدمت في سلاح الجو التابع للجيش الأحمر. الطيارات المقاتلات شاركن في أكثر من 125معركة وأسقطن 38 طائرة، وكانت أكفأهن ليلي ليتفاك التي وصلت إلى رتبة ملازم أول وأسقطت 12 طائرة. كان يطلق عليها لقب (وردة ستالينغراد) وقتلت خلال العمليات عام 1943م.

 

 

الصفحة الرئيسية