ضرب الحلفاء لليابان

بقيت طوكيو بعيدة عن متناول الطائرات الأميركية بعد الغارة عليها بواسطة طائرات دوليتل في 18 نيسان 1942 أكثر من سنتين تقريبًا. ولكن طائرات "ب 29" قد بدأت عهد الغارات من جديد فى تموز 1944 فقذفت قنابلها فوق مصانع الحديد في ياواتا عند منطقة كيوشو في الشمال . والواقع أن المصانع الثقيلة في هونشو والجزائر اليابانية بالذات لم تصبح في متناول القلاع الأميركية الطائرة إلا بعد أن احتل الأميركيون جزائر الماريان في تشربن الأول 1944 . وجزائر الماريان تقع على بعد 2000 كلم من طوكيو بحيث أن الطائرات تجتاز في غدوها ورواحها 4500 كلم تقريبًا أي 16 ساعة طيران أو أكثر في بعض الأوقات. هذا النوع من الطيران ذو فعالية نسبية بالإضافة إلى الخسائر المرتفعة التي يصاب بها بسبب بعد المسافة والعجز عن تغطيته بالطائرات المطاردة . يضاف إلى ذلك أن وزن القنابل يكون أقل مما إذا كانت قواعد الانطلاق قريبة من الأهداف . إنها لم تكن تتجاوز ثلاثة أطنان مع العلم أن في وسع هذا النوع من الطائرات أن يحمل عشرة أطنان من القنابل في الغارات العادية القريبة .

يضاف إلى ذلك أن اليابانيين قد جعلوا من أيوجيما في جزائر بونان في وسط الطريق بين سايبان وطوكيو قاعدة للطائرات المطاردة ومحطات الرادار يعترضون بالأولى طريق قاذفات القنابل وينذرون بالثانية قواعدهم في طوكيو. كما أن إيوجيما كانت قاعدة لقاذفات القنابل اليابانية التي تغير على قواعد القلاع الطائرة في الماريان .

 

معلومات أخرى :

في 9 مارس 1945 أقلعت 334 طائرة من طراز ب -29 من جزر المرجان وراحت تلقي على أحياء طوكيو الكثيفة السكان ما مجموعه 2000 طن من المواد المحرقة فدمرت 267711 منزل وقتل 83793 شخص ، كانت هذه المجزرة بداية الهجوم .

في 14 مايو حول القصف مدينة ناغويا لكتلة من النار وبعد يومين قصفت طوكيو عنيفا حتى تحول محيط القصر الإمبراطوري إلى رماد وفي 19 مايو هبطت النيران على يوكوهاما .

في أول يونيو 1945م جاء دور أوزاكا ، كل هذه الغارات كانت قصفا من طراز واحد :500طائرة ب-29 تحمل 3 آلاف طن من القنابل المحرقة .

لم يأت نهاية يونيو حتى كانت نسبة التدمير تتجاوز ال50% في مختلف المدن اليابانية ، بلغ مجموع ضحايا الغارات أكثر من المليون نسمة وكشر الجوع عن أنيابه

 

معلومات أخرى :

- تفردت أمريكا من دون الحلفاء بالتصدي لليابان.

- خطط الأمريكيون لضرب اليابان، ولكن المشكلة كانت في أن الطائرات الجومائية يمكنها أن تقلع من سفينة لكن لم تحل مشكلة نزولها،لذا فقد اختيرت الصين لتنزل عليها هذه الطائرات بعد قصف اليابان، وحددت الصين خمس مطارات لهذه العملية التي لم تكن تعرف شيئاً عن كنهها.

- كانت هذه المهمة شاقة، فقد كان مطلوب من الطائرة القاذفة للقنابل أن تحمل حمولة ضخمة وتقطع مسافة 500ميل لتضرب مدينة غاية في التحصين ثم تعود لتجتاز 700 ميل.

- فتح باب التطوع فتطوع 200 متطوع اختير منهم 80 ليكونوا ملاحي 16 طائرة من طراز ب-25 أمكن جمعها على حاملة الطائرات الهورنيت.

- كان الطيار المكلف بقيادة قاذفات القنابل هو (جيمس دولتيل).

- وصلت الطائرات إلى طوكيو بعد نهاية أحد التمارين الجوية اليابانية. فالتبس الأمر على اليابانيين الذين لم يشغلوا المدافع المضادة للطائرات إلا بعد فوات الأوان.

- راح ضحية هذه الغارة ثلاثة ملاحيين، وأعدم اليابانيون اثنان من الملاحين الذين سقطوا أسرى. بينما لم تسلم سوى طائرة واحدة فقط.

- ابتداءاً من يناير 1945 قام الجنرال الأمريكي لي ماي بقيادة القاذفات الأمريكية لقصف المدن الصناعية. حيث تم نزع المدافع الموجودة على طائرات ب29 (لإعطائها مزيد من السرعة) وشحنها بالقنابل المحرقة، حيث كانت الطائرات تحلق في تشكيلات ضخمة ليلاً لإرهاق الدفاعات اليابانية.

- في 9و10 مارس 1945 حدثت أسوأ كارثة نتجت عن الغارات الجوية، فقد قامت 325 طائرة من نوع ب29 بضرب طوكيو، واشتعلت فيها النيران لتحرق 41كلم مربع من العاصمة. وقتلت وجرحت 183ألف مدني.

- توالت هذه الغارات على ناغويا و أوساكا و كوبي. لقد أقسم الجنرال لي ماي على أن يرجع اليابان للعصور الحجرية.

- بحلول أغسطس 1945 كان الطيران الأمريكي قد أسقط ما يقارب 104 آلاف طن من القنابل، وفقد 400 طائرة من نوع ب29، حيث قتلت أكثر من 330 ألف يابانيا وجرحت نصف مليون منهم. والنتيجة أن 42% من الستة والستين مدينة يابانية قد تحول إلى رماد.

     

  1. كانت سياسة الغارات هذه هي إضافة أخرى للحرب الاقتصادية على اليابانية التي كانت الغواصات الأمريكية قد نجحت فيها عندما استطاعت تدمير الأسطول التجاري الياباني..

 

الصفحة الرئيسية