الحرب في الأطلسي

 

لقد أخذ كل من الجانبين يعمل على تحطبم القوة البحرية التي يمتلكها الآخر تجارية كانت أو حربية .

فبادرت انكلترا إلى ضرب الحصار على المرافىء الألمانية تمامًا كما فعلت في الحرب العالمية الأولى . أما أول باخرة إنكليزية غرقت بالسلاح الألماني فهي الباخرة أثينا. لقد أرسلها الألمان إلى الأعماق في أول يوم من أيام الحرب . وكان إغراقها بمثابة إنذار للعالم كله بأن ألمانيا ستفرض حصارها على المرافىء الإنكليزية وأنها ستغرق كل باخرة تحاول نقل البضائع إلى هذه المرافىء .

أما أول سفينة حربية إنكليزية غرقت فهي حاملة الطائرات "كوريجس "، لقد غرقت هذه السفينة الحربية في السابع عشر من مايو . وأما السفينة الحربية الثانية التي أغرقتها غواصة ألمانية في عمل بطولي جريء فهي الدارعة الكبيرة "رويال أوك " . لقد تم إغراقها في حوض سفن عائم في "سكابافلو" المرفأ المحصن تحصينًا قويًا، وتتابعت عمليات إغراق سفن الحلفاء حتى إذا انتهت سنة 1939 بلغت خسائرهم في السفن البحرية والتجارية ثلاثة أرباع المليون من الأطنان . والخطر البحري الذي كانت القوات البحرية الإنكليزية تحسب حسابه هو خطر طرادات الجيب الألمانية . ومن هذه الطرادات طراد الجيب الألمافي "أدميرال غراف شبي وهو أول ما ظهرمن هذه السفن البحرية في عرض البحر. وقد تمكن من إغراق عدد من السفن التجارية قبل أن توفق ثلاث سفن إنكليزية سريعة حسنة التسليح إلى مطاردته وإنزال إصابات شديدة به ثم إجباره على الالتجاء إلى"مونتيفيديو" وهناك صدر الأمر من برلين إلى قائد الطراد بإغراقه حتى لا يتمكن الحلفاء من أسره والإفادة منه . والواقع أن الحصار البحري الذي فرضه الإنكليز على ألمانيا كان شديدًا دون ريب . ولكنه لم يستطع أن يشل حركة الصادرات والواردات فيها كما لم يكن في استطاعته أن يحد من قوتها البحرية وهي التي جهزت نفسها بعدد كبير من السفن العائمة وبعدد أكبر من الغواصات .

**************************

انظر مذكرات تشرشل 1-212

 

 

الصفحة الرئيسية