غزو
بلجيكا
كان
الحلفاء قد نفضوا أيديهم من الجيش الهولندي وكانوا واثقين من مناعة الحصون البلجيكية . ولكن ما حدث قد أذهلهم وأدخل الخوف إلى قلوبهم . لقد سقط أعظم حصن من حصون مدينة "لياج" في أربع وعشرين ساعة . هذا الحصن هو حصن "بن آمال" . وانتشرت الإشاعات التي تحولت إلى أساطير حول سلاح ألماني جديد قادر على تفتيت أعظم الحصون وأقواها . لكن الواقع أنه لم يكن هناك سلاح جديد ، إن السلاح الجديد هو سلاح التنظيم والدقة في التنفيذ والبراعة في التعاون بين القوى المختلفة .ونزلت
قوات من المظليين قبل أن يأتي المساء ، ونسفت الحصون من الخلف بكميات من الديناميت والقنابل المدمرة . وعندما أحست الحامية بالخطر ونشطت للمقاومة كان قسم آخر من القوات الألمانية قد اجتاز نهر "الموز" وأصبح أمام الحصون ، بينما كانت الطائرات المنقضة تمطر هذه الحصون بقنابلها حتى أسكتت نيرانها .
قصة
سيدانكان
الفرنسيون يعلمون أن هناك ثلاث ثغرات يستطيع الألمان أن يتغلغلوا عبرها الى داخل البلاد .الأولى
: "السهل البلجيكي "، وقد طلب إلى جيش "كوراب " أن يدافع عنه .الثانية
: "مقاطعة دينان" ، وقد أصدرت القيادة العليا لنخبة من الجنود باحتلال هذه المقاطعة .أما
الثغرة الثالثة فقد حشدت لها القيادة ثلاث فرق من القوات الاحتياطية . هذه الثغرة هي "ممر سيدان ". الفرقة الأولى منها رابطت عند الجناح الأيسر من جيش الجنرال "كوراب" ، وأما الفرقتان الأخريان فكانتا من فرق جيش الجنرال "هونتزيجر" . الجميع كانوا يعرفون أن تسليح هذه الفرق الاحتياطية تسليح رديء وأن حالة ضباطها المعنوية كانت منخفضة بالإضافة إلى عدم خبرة هؤلاء الضباط بشؤون الحرب الحديثة .
كانت
مهمة هذه الفرق هي الاحتفاظ "بسيدان " وهي بمثابة البوابة لفرنسا . وكان من مظاهر الغفلة والبطء والتخلف في التخطيط والتفكير في الجيش الفرنسي ، أن قيادته قد وكلت هذه المنطقة الهامة إلى مثل هذه الفرق الهزيلة ثم حشدت إلى الجنوب 63 فرقة من فرق الجيش العامل . وانهارت الفرق الاحتياطية الثلاث أمام السلاح الألماني الرهيب وقد وجد رجالها منه نوعًا من الحرب لم يعرفوه من قبل ولم يتخيلوا يومًا أنهم سيعرفونه .وفي
هذه الأثناء تم تعيين ونستون تشرشل رئيسا للوزارة البريطانية .
وقوع
الكارثةانهارت
القوى الفرنسية وانكشفت هزيمتها عن فراغ في كل شيء : في التخطيط والإدارة وخطوط التموين والأسلحة وأخيرًا في الروح السنوية الهابطة .لقد
اعترف الفرنسيون أن جيشهم في "سيدان " كان دون سلاح وأن الممر لم يزرع بالألغام لتبطئة زحف العدو . وان الطائرات الفرنسية المطاردة قد اختفت أمام القاذفات الألمانية المنقضة وأن المدافع المضادة للدبابات كانت غير موجودةوأخيرًا
وفي مساء 14 مايو وفي 15 منه استطاعت القوات الألمانية أن تخترق الجبهة الفرنسية عند سيدان وجيفيه ودينان .الصفحة الرئيسية