التقدم الألماني في الصحراء
استطاع الجنرال ريتشارد أوكنور أن يحقق في 7 فبراير 1941 انتصاراً ساحقاً ويقوم بتدمير الجيش الإيطالي العاشر .
وهنا أرسل الجنرال رومل أحد أبرع القادة في حرب الدبابات وأوكلت إليه قيادة كل قوات المحور في حرب الصحراء .
إن وصول رومل لشمال أفريقيا قلب الموازين رأساً على عقب ، كانت الأوامر الصادرة له تطلب منه أن يوقف التقدم البريطاني عند حده .
وهنا قام رومل وهو المعروف بدهائه ويطلق عليه لقب ثعلب الصحراء بهجوم معاكس في الحادي والعشرين من يناير 1942 بعد أن ضمن خطوط تموينه وهو وإن كان يقود جيشًا أقل عددًا من الجيش الإنكليزي ودون مساندة جوية كافية فقد استطاع أن يطرد الإنكليز 485 كلم إلى الوراء حتى الغزالة خلال 17 يومًا . وطالت خطوط تموينه عند ذاك وأصبحت أكثر تعرضًا لضربات الطيران الإنكليزي ولذلك أرغم رومل على التوقف لإعادة تنظيم قواته في هذه الأثناء حاول الإنكليز إرسال النجدات إلى جزيرة مالطا لتصبح مرة أخرى مصدر تهديد لقوافل المحور، ولكن الطيران الألماني والغواصات كانت تراقب الجزيرة مراقبة بالغة الدقة لتحول دون وصول أية نجدة إليها . هذه المحاولات التي قام بها الإنكليز أفقدتهم مدمرتين ناياد وهرميون وأربعة طرادات . يضاف إلى ذلك خسائر شديدة أنزلها الطيران الألماني بجزيرة مالطا حتى أن الغواصات الإنكليزية أرغمت على ترك قاعدتها البحرية في الجزيرة في أول أبريل .
بعد أسبوعين من وصول رومل إلى إفريقيا أي في الواحد والثلاثين من مارس 1941م قام رومل بهجوم مفاجئ صاعق ضد المواقع البريطانية في العجيلة ، فتراجعوا ، وتم أسر الجنرالين أوكونر وفيليب نيم ، وقد استطاع رومل بطيرانه القوي أن يسحقهم ويحاصرهم ويقسمهم أقساما متعددة ، ولم يحتج رومل أكثر من أسبوعين لدفع أعدائه حتى الحدود المصرية والاستيلاء مرة أخرى على ليبيا باستثناء طبرق .
في 26 مايو تم تنظيم القوات التابعة لرومل وبدأ هجوما جديدا ، ونجح نجاحًا باهرًا فاجتاح بير حكيم وهي القاعدة الجنوبية لخط أوكنلك الدفاعي في قطاع الغزالة ثم تابعت قوات رومل تقدمها باتجاه طبرق مهددة بتقسيم الجيش الثامن إلى قسمين ، حطم فيها رومل 230 دبابة من جملة الدبابات الثلاثمائة الإنكليزية فأصبحت كارثة الجيش الإنكليزي نتيجة جتمية .
استرجع رومل بنغازي في عام 1941 ، وخرج الأهالي يرحبون بالقادة الألمان الجدد .
أصبح الانجليز والأستراليون المنسحبون إلى طبرق وعدتهم 23 ألف رجل معزولين عزلا تاما عن مصر ، أما رومل فأخذ يرسل موجة تلو الموجة ضد الحامية المتمركزة في طبرق .