الوضع على الجبهة الفرنسية بعد غزو هولندا وبلجيكا

 

كانت فرنسا تعتمد على حصون ماجينو التي استقرت خلفها ظنًا منها أنها أقوى كثيرًا من أن تقتحم من قبل قوات العدو. ولكن الحقيقة أن فرنسا بجمودها هذا قد خسرت الحرب سلفًا في الميدان النفسي . فبينما كان الألمان يأتون من بولونيا يجررون أذيال المجد ويحملون أكاليل الغار كان الجيش الفرنسي يخفي ضعفه وتفاهة أسلحته وراء الحصون كما يخفي ضياع روح المبادرة عنده بدعوى أن حصون ماجينو أمنع من عقاب الجو .

أما في الجانب الألماني فقد بنت ألمانيا حصون سغفريد وهي بشهادة الألمان أنفسهم أضعف وأقل منعة من حصون ماجينو. إن بعضهم كان يفعل أكثر من ذلك ، كان ينادي بعدم مهاجمة الألمان ما دام أن هؤلاء لا يريدون بفرنسا شرًا ، وعندما أقدمت قوة ألمانية صغيرة على احتلال قرية فرنسية عد الفرنسيون هذا الاحتلال تصرفًا بعيدًا عن الذوق ولكنهم لم يشعروا أبدًا بروح الاعتزاز والرغبة في رد التحدي الألماني بتحد مثله

 

وقد ألقى هتلر في تلك الأثناء وعلى التحديد في اليوم السادس من أكتوبر خطابًا في مدينة دانتزيغ دعا فيه إلى الصلح والسلام وعقد معاهدة عدم اعتداء بينه وبين الحلفاء على أن يتركوا له أوروبا لا يتدخلون في شؤونها وسياستها بعد أن فشلت سياستهم في تنظيمها ، ومن الطبيعي أن هتلر كان يستهدف بهذا الخطاب الشعب الإنكليزي ليحرضه على حكومته فيمنعها من إرسال الجنود إلى الأرض الفرنسية . لكن لندن لم تتأثر بهذه المحاولة . وقد حدث العكس . فإن الحلفاء الإنكليز والفرنسيين حاولوا أن ينظموا أكبر حملة دعائية ضد دكتاتورية هتلر وسياسته العسكرية في كل مكان من العالم ولاسيما في الولايات المتحدة . كما حاولوا في الوقت نفسه أن يحملوا موسوليني زعيم إيطاليا على اتخاذ موقف الحياد . يضاف إلى ذلك أن قيادة الجيش الإنكليزي أرسلت إلى فرنسا حملة عسكرية مؤلفة من 160 ألف جندي وضابط لمساعدة الجيش الفرنسي على رد القوات الألمانية .

 

الصفحة الرئيسية