صعود النازية

 

بنهاية الحرب العالمية الأولى في 11نوفمبر 1918 وقعت ألمانيا على شروط الحلفاء المجحفة، فلم تحمل فقط الهزيمة بل حملت الفقر والإضرابات في داخلها.

كان كثير من الألمان يعتقدون بأن الشيوعيين و معهم أصحاب المال من اليهود قد أرجعوا البلاد إلى الوراء.

وقد كان لنشأة هتلر وطفولته والبيئة التي وجد بها أثر في تكوين أيدلوجياته ونظرياته السياسية .

 

ورغبة من هتلر في ارجاع المجد الألماني فقد تطوع في الخدمة لصالح الجيش الألماني أدولف هتلر جندياُ في جماعة المشاة الاحتياطية .

 

لم تهدأ الأمور في ألمانيا، فقد كانت الفوضى السياسية بعد الحرب تظهر في الإضطرابات والمظاهرات والصدامات الشعبية. قامت بقية من تشكيلات الجيش بتولي مسؤولية الحفاظ على الأمن والحد من الحركات الثورية. ثم بثت جواسيس عسكريين، وكان هتلر واحداً منهم .

 

وصل عدد المنظمات المعارضة إلى 12منظمة سياسية عنصرية، وفي يوم 22سبتمبر1919 م تم إرسال هتلر ليحقق في مجموعة أسمت نفسها باسم (حزب العمال الألماني).

كان هذا الحزب قد أسسه صانع أدوات يدعى (أنتون دركسل)، وكان عدد الأعضاء ستة ويلتقون في أحد المطاعم الرخيصة. واشترك هتلر في النقاش حول موضوع وجوب استقلال بافاريا راداً على احد المشاركين الذي انسحب من الاجتماع قبل أن ينهي هتلر كلامه والتحق هتلر بهذا الحزب عندما وجد فيه مناداة بالأفكار التي يؤمن بها.

تم تعيين هتلر مسؤولاً في اللجنة التنفيذية عن نشر الأفكار، لم يكن في خزينة الحزب سوى سبعة ماركات استطاع هتلر استغلالها ليجمع أكثر من سبعين شخص وأن يحصل على تبرعات وصلت إلى 300مارك. لقد كان لهتلر الدور الأساس في تهييج الجماهير بواسطة الخطابة التي لم يكن أحد في ألمانيا يتقنها مثل هتلر.

وجد هتلر آذاناً صاغية له، تدفعها الشكوى من الهزيمة وسوء الأوضاع الاقتصادية وانهيار المارك . لهذا فليس من المدهش أن يجد هتلر نجاحاً جماهيرياً خاصة وأنه قد كرس نفه كلياً للحزب الوطني الاشتراكي لعمال ألمانيا أو كما اختصر لاحقاً باسم الحزب النازي.

وصل عدد الأعضاء في الحزب النازي عام 1920 إلى 193 عضواً وكان أكثر من نصف الأعضاء من العمال. كما أن الاجتماعات جذبت الآلاف.

وبدأ هتلر بصنع هالة من القوة العسكرية حول الحزب بجذبه للعسكرين القدامى أمثال آيرنست روم، واستطاع هتلر بسلطته في الحزب أن يبعد المؤسس الحقيقي له دركسل وأن يحل بدلاً من إيرنست روم الذي ساعد في تنظيم الجيش النازي الخاص (وحدات العاصفة) أو ما سمي بذوي القمصان البنية SA ، الذي كان لعلاقات روم في الجيش اكبر الأثر في استمرار هذه القوات.

كما التحق بالحزب هيرمان غورينغ الذي كان مسؤولا عن أشهر سرب طائرات في الجيش وكان حائزاً على أعلى وسام في ألمانيا، وما أن سمع بهتلر حتى سارع بالانضمام إليه.

أمضى هتلر شهراً في السجن لقيادته هجوما نازياً ضد اجتماعات خصومه السياسية ، وبعد خروجه ازدادت شعبيته لدى الحكومة ولدى الشعب فحاولت الحكومة في برلين أن تستفيد منه بينما ازداد دعم الشعب المادي له.

انهمك هتلر في البحث عن طرق لتعزيز صورة الحزب النازي لدى الجماهير فاستعار شعار الصليب المعقوف كشعار له.

لم يكن هتلر يطمح بقيادة المنظمات السياسية في ميونيخ فحسب بل كانت أحلامه كلها من أجل الحزب والأمة والشعب، واستطاع بذلك أن يصبغ الحزب بصبغة شبه عسكرية، واستمر الحزب النازي تتزايد أعداده حتى تشجع هتلر للقيام بالخطوة التالية ألا وهي العصيان المسلح ومحاولة الانتفاضة والانقلاب.

ففي السابع من نوفمبر1923 كان هتلر وزملاؤه يخططون للانقلاب، وسمعوا بتواجد ثلاثة من رجال حكومة بافاريا في ميونخ. وأعلن هتلر الانقلاب في اجتماعه بالقادة الثلاثة في احدى الحانات، وهددهم حتى يأيدوه. لكن انقلاب الحانة هذا فشل وقتل وجرح فيه اكثر من 16 نازيا. وحكم على هتلر بخمس سنوات أمضى منها تسعة أشهر فقط في السجن الذي كان أكبر من غرفته التي كان يسكنها في ميونخ بمرتين ومكيف بشكل أفضل، وكان يتلقى فيه الورود وازداد وزنه نظراً للغذاء الخاص الذي كان يقدم له. واستطاع أن يؤلف في تلك الفترة كتاب كفاحي. وعندما خرج منعته السلطاات من الحديث والخطابات أمام الشعب.

في تلك الفترة بدأت حكومة برلين بالتوجه نحو الاصلاح الاقتصادي، لكن ما أن حل عام 1929م حتى ضرب الكساد ألمانيا فنزلت قيمة المارك نزولاً رهيباً.

 

 

الصفحة الرئيسية